بالتزامن مع احتفال الفنانة نورا بعيد ميلادها الخامس والستين، أمس الثلاثاء، عاد الحديث مرة أخرى عن شخصية "روقة" التي قدمتها في فيلم "العار"، عام 1982 مع الفنان نور الشريف، وبالرغم من مرور 37 عامًا على هذه الشخصية إلا أن الحديث عنها لا يزال متجددًا كل عام، نظرًا لاعتبارها نموذجًا للزوجة المثالية التي يتمنّاها أغلب الرجال.
اقرأ أيضا: بالفيديو- أحدث ظهور لنورا في عيد ميلادها.. هكذا علقت مي نور الشريف
مرور السنوات لم يكن كافيًا لتغيير النظرة الذكورية لهذا النموذج، ظنًا منهم أنه مناسب لكل العصور، لكن الأمر في حقيقته علاقة مرضية لا تصلح لأي زمان أو مكان، فالنساء لسن "روقة" ولن يكنّ كذلك، لأن الحب الذي يعمي الأعين ويصم الآذان ويرتكب الأخطاء لا يبني أسرًا سوية، بل نفوسًا ضعيفة هشة خائفة من فرط العشق أن يتبدل حالها ويبتعد المحبوب لأي سبب كان، حتى لو كان رغبةً منه.
ولأن الأمر أصبح مستفزًا الحقيقة في الإشادة بمثالية "روقة"، كان لا بد من الإنصات لصوت المنطق قليلًا، والحديث بموضوعية عن هذا النموذج، رغم اليقين بأن أحدًا لن يغير رأيه مهما كتبنا عنها، وسيعتبره "نفسنة وغيرة"، لكن لا بأس من اختلاف وجهات النظر.
أولا: الزوجة المثالية تكون واثقة في نفسها ومدركة لمواطن قوتها ومميزاتها. عكس "روقة" التي تشعر دومًا بالنقص وأنها أقل من "كمال" لمجرد أنها لا تنجب، رغم أنه ليس عيبًا، ويعوّضه كل ما تمنحه إياه من تضحيات، لكن "المعيوب لا بد له من يوم يتزهد فيه" كما تقول عن نفسها.
ثانيًا: الزواج ليس صراعًا أو معاملة الند للند، لكنه أيضًا ليس جارية وسيد، فالصوت المتقطع والتوتر والخوف و"التهتهة" عندما تحاول إخباره برأي مخالف لرأيه لا يدل سوى على شخصية ضعيفة، وعلاقة غير سوية قائمة على الخوف والتردد بين طرفين؛ أحدهما ضامن للأخر بينما الثاني خائف من الفقد طوال الوقت.
ثالثًا: لكل شيء مقابل، والمرأة العاقلة تعلم أن التضحيات لا تكون مطلقة، بل يقابلها المِثل من الطرف الأخر، أو على الأقل الامتنان والتقدير لما تفعله، وإلا تصبح كمن يزرع في البحر وينتظر الحصاد، وهذا ما فعلته "روقة" ولا ينم ذلك عن أي مثالية تستدعي اللهث وراءها كنموذج لا بد أن يُحتذى به.
رابعًا: قبول المرأة بوضع يقلل من كرامتها أو يثير الشكوك تجاهها أمر لا يفعله عاقل، فضلا عن امرأة قبلت المواربة في الإعلان عن الزواج الشرعي، ليكون زواجًا سريًا قد يسبب شبهات وسوء ظن يمس الأعراض، فأيما امرأة مثالية تقبل ذلك؟!
خامسًا: المغامرة والتضحية في الحب تزيده متعة، وهي مطلوبة بالفعل، ويكون تأثيرها أشد في البدايات بلا شك، لكن أن تصل حد الموت فهذا جنون إذا مُنح لمن لا يستحق، لذلك يعتبرها الرجال نموذجًا مثاليا للمرأة التي بلا حقوق ولا تطالب بأي شيء، ولا يكترثون بنهايتها ما دامت لا تتعارض مع مصالحهم ولا تسبب ضررًا.
سادسًا: الزوجة التي ينبغي أن يبحث عنها الرجل العاقل هي التي تكون مرشدًا له وعينه التي ترى ما يفوته، لا أن تدعمه في الخطأ وتكون تابعًا له في كل شيء، و"روقة" لا تختلف كثيرًا في تعاملها عن نموذج "أمينة" مع "سي السيد"، وكلاهما زيجات فاشلة وظالمة للمرأة دومًا.
سابعًا: لنكن واقعيين، الرجال يريدون من تشبه "روقة" في جمالها الهادئ، وحرصها على إسعاده دومًا بكل السبل، ولا ترى في الدنيا سواه حرفيًا، فتتوقف حياتها على عتبات أوامره، وتتأهب لحل مشاكله ولو على حساب نفسها، فيأخذ هو كل السعادة والمهابة وترضى هي بأقل القليل، وهذا نموذج مَرَضي لا يدوم مهما حدث، وتكون نهايته معروفة للطرفين؛ فتظل هي خائفة وترى نفسها مقصرة دومًا بينما يندب هو حظه في النهاية كما فعل "أبو كمال" عندما اكتشف ضياع شقا عمره في الملاحات..
اقرأ أيضا:
بالصور- مي نور الشريف تحتفل بعيد ميلادها.. أحدث ظهور لنورا
هل تعود نورا إلى التمثيل؟ مي نور الشريف ترد