بعد مرور أسبوع من حلقات مسلسلات رمضان، لا يبدو أن الكوميديا هذه العام تمر بظروف جيدة، لا نبالغ إن قلنا إن الكومكس الساخرة التي تستخدم بعض مشاهد هذه المسلسلات تثير الضحك أكثر من المسلسلات نفسها.
لهذا سنحاول في السطور التالية وضع بعض القواعد لاستخراج الضحك مما توفر من هذه المسلسلات، لعلنا نضحك.
1- لا تفتش في الماضي
أول النصائح التي يمكن أن نمنحها لك ألا تفتش في الماضي. للوهلة الأولى سنشعر أن صناع مسلسلات هذا العام ليس لهم علاقة بالمسلسلات الجيدة التي شاهدناها في الأعوام الماضية. ثم عندما نقرأ التترات سنكتشف الحقيقة.
أليس المخرج أحمد الجندي هو من قدم من قبل أجزاء "الكبير أوي" و"نيللي وشريهان" التي لا تزال حلقاتها تعاد حتى الآن دون أن يملها الجمهور؟
مصطفى صقر ومحمد عز الدين أيضًا هما من شاركا في كتابة نفس المسلسلات. الآن نجد أسماء الثلاثة مجتمعة على تترات مسلسل "الواد سيد الشحات"، لكن مقارنة الأعمال السابقة بـ"الواد سيد الشحات" ليست في صالحه بالتأكيد، فالأفكار الكوميدية والشخصيات الرئيسية والثانوية التي ظهرت في المسلسلات السابقة كانت مصنوعة بحرفية شديدة، حتى إن المشاهد لا زال يذكر أسماء الشخصيات حتى الآن، وهو ما لا يحدث مع شخصيات "الواد سيد الشحات" رغم كونه الأفضل حتى الآن في الأعمال الكوميدية.
لهذا عزيزي القارئ، لا تفتش في الماضي، امسح ذاكرتك ولا تقارن لأنك لن تستطيع متابعة الجديد.
2- امسح الكوميديا من ذاكرتك
كان هناك انتقاد شبه دائم لمسرح مصر كونه يستعين بإفيهات من صفحات الكومكس ويعيد تقديمها على المسرح. الكوميديا في رمضان تعود لاستخدام الكومكس، وربما تعود إلى عصر ما قبل الكومكس، إذ تستخدم النكات الشفوية القديمة.
لهذا من الأفضل أن تفرغ ذهنك من هذه النكات أيضًا، حتى تستطيع أن تضحك عندما تسمع جملة مثل "أنا اضطربت على ودني وأنا صغير ودلوقتي مش عارف أشوف بيها" من مسلسل بدل الحدوتة تلاتة.
كما يجب أن تتقبل المواقف وردود الأفعال التي عفا عليها الزمن، مثل أن تقف بيسة (مي عز الدين) ومأمون (محمد أنور) بجانب العريس والعروس في الزفة ليشعلا الموقف بينهما فيتحول الفرح إلى معركة، وذلك في مسلسل "البرنسيسة بيسة".
أو مثل الحوار التالي من نفس المسلسل:
شويكار: تحبوا تشربوا إيه؟
مرعي: احنا خارجين على لحم بطننا من الصبح من غير فطار.
بيسه (بعصبية): فطار إيه؟ ده معاد غدا، معلش يا أختي لو مافيهاش رذالة، رغيف حواوشي، نص فرخة، علبة كشري لجوز خالتي.
أو من مسلسل "سوبر ميرو":
البدلة فيها مغناطيس، والمجرم قلبه حديد فبينجذب للبدلة.
3- اختصر المشاهِد
الكوميديا تحتاج إلى إيقاع سريع، الحوارات والمشاهد الطويلة لا تناسب الكوميديا عادة، إذ تنزلق تدريجيًا إلى الكوميديا اللفظية ذات الإفيهات المكررة.
هذا ما حدث في الحلقة الأولى من "فكرة بمليون جنيه" إذ يضيع ثلث الحلقة تقريبًا في محاولة علاء (علي ربيع) في تجميع ألف جنيه فيمر على أفراد أسرته عدة مرات، مما لا يجعل المشهد طويلًا وغير مضحك فقط، بل مكررًا أيضًا.
فما الوضع إذا كانت المشاهد الطويلة ليست كوميدية من الأساس؟
هذا ما حدث في مسلسل الزوجة 18، مشاهد طويلة في بداية الحلقة الأولى، لحمزة (حسن الرداد) وهو يمارس الرياضة، ثم لاحقًا مشهد أكشن طويل، ليس له علاقة بالكوميديا على الإطلاق.
الأمر يتكرر بشكل آخر، مع إضافة الكثير من الخطوط الفرعية التي لا تقدم إضافة حقيقية، مثلما يحدث في "طلقة حظ" الذي قدم لنا عدة أخوات لشخصية عبد الصبور (مصطفى خاطر) تبتعد عن الخط الرئيسي دون أن تكون جذابة كفاية، هذا بالإضافة لتكرار مشاهد الخناقات بين الزوجة (آيتن عامر) والأخوات، دون أن تحمل كوميديا أو إضافة للأحداث.
هكذا ستجد أن هناك الكثير من المشاهد التي يمكنك اختصارها دون أن يتأثر العمل، الجانب المشرق أن اختصار هذه المشاهد سيوفر لك المزيد من الوقت لمشاهدة مسلسلات أخرى.
4- لا تفتش عن الحبكة
يبدأ مسلسل "بدل الحدوتة تلاتة" بعرض شخصية بيلا (دنيا سمير غانم) التي تعمل على الجمع بين عملائها والأشخاص الذين يريدون الارتباط بهم. بيلا ناجحة في عملها ولا توجد أي مشكلة لديها، لكن رئيسها في العمل يأتي لها بمساعد إجباري دون أي مبرر.
فما الذي ننتظره من شخصية بيلا؟ في الحقيقة لا شيء، في كل حلقة نتابع مغامرة جديدة لها، تسخر فيها طوال الحلقة من مساعدها (محمد سلام) وفي النهاية تنجح في مهمتها، وهكذا لا نجد أي حبكة تخص شخصية بيلا نفسها، ويمكننا أن نتابع مغامراتها إلى ما لا نهاية.
وهكذا يمكن للمشاهد ألا يشغل باله بالبحث في أية خطوط فرعية أو خلفيات للشخصيات المختلفة.
5- استمتع بالأغاني
لسبب غير مفهوم يقدم صناع المسلسلات الكوميدية في الحلقات الأولى أغاني، وهو أمر غير مضر في حد ذاته. لكن يجب ألا ننسى أننا نتابع أغنيات داخل المسلسل الكوميدي وليست مجرد أغنية دعائية.
على سبيل المثال، يمكن الاستمتاع بأغنية "باب الحياة" لعبد الباسط حمودة ودنيا سمير غانم كأغنية، لكنها كانت لا تخلو من الكوميديا، خاصة مع معرفتنا بشخصية نيللي وسبب صناعتها للأغنية.
هذا لا ينطبق على الأغنية البعيدة تمامًا عن الكوميديا في الحلقة الأولى من "الزوجة 18" والتي يقترب إخراجها من بعض كليبات التسعينيات.
حتى مع محاولة صناعة أغنية كوميدية في مسلسل "فكرة بمليون جنيه"، بإعادة غناء وتوزيع "وحياة قلبي وأفراحه" كانت النتيجة كارتونية، تليق بمسلسل مقدم للأطفال.
بل إن دنيا سمير غانم نفسها التي ذكرنا أغنيتها في البداية كمثال، والتي قدمت أيضًا أغنية بشكل كوميدي مع فريق بوي باند في مسلسل "لهفة" تقدم أغنية خليجية مصورة بطريقة الفيديو كليب وليس لها علاقة بشكل المسلسل الكوميدي.
لكنك عزيزي القارئ مضطر للاستماع لكل هذه الأغنيات طالما أردت أن تشاهد بعض الكوميديا.
6- انظر للأدوار المساعدة
تبقى بادرة الأمل الوحيدة في مسلسلات الكوميديا لهذا العام في بعض الأدوار الثانية أو الثانوية. فحضور القديرة إنعام سالوسة في لقطات قصيرة داخل "طلقة حظ" له وقعه المضحك في كل مرة، وهو الأمر نفسه مع بيومي فؤاد في مشاهده في "بدل الحدوتة تلاتة".
كذلك يتفوق محمد عبد الرحمن في مسلسل "الواد سيد الشحات" على رفيقيه اللذين يتصدر اسمهما التترات: أحمد فهمي وهنا الزاهد، ليصير هو المصدر الأقوى للضحك داخل المسلسل.
وهكذا يمكن إيجاد شخصية أو اثنتين داخل كل عمل يمكنها أن تكون مصدرًا للضحك، وربما تظهر المزيد من الشخصيات التالية، ومن خلال هذه الشخصيات، وربما إذا جمعنا مشاهدها معًا قد نخرج ببعض الضحك من هذا الموسم الرمضاني.