أعاد فيلم "طلق صناعي" الذي يعرض حاليا بدور السينما الأضواء إلى أفلام اليوم و"اللوكيشن" الواحد، وهي التيمة السينمائية التي يلجأ إليها بعض المؤلفين والمخرجين بين الحين والآخر.
تجمع هذه النوعية من الأفلام أغلب الأحداث في مكان واحد، وتدور في كل ركن منها حكاية يجسدها أبطال العمل تتشابك وتترابط مع القصة الرئيسية التي صاغها المؤلف، فيما تدور الكاميرا في أرجاء هذا المكان الضيق لتشعرك برحابته من خلال أحداث ممتعة على مدار مدة الفيلم بالكامل، الأمر الذي أعاد القوة لفكرة الاعتماد على الحكاية بشكل أكبر من الاعتماد على التنوع في الأماكن على اعتبار أن هذا المكان هو بطل العمل.
يعد بطل العمل في فيلم "طلق صناعي" هو مبنى السفارة الأمريكية، الذي تتمحور حوله الأحداث، حيث يسعى "حسين" والذي يجسد شخصيته الفنان ماجد الكدواني، للحصول على تأشيرة السفر إلى أمريكا، هو وزوجته "هبة" التي تجسد شخصيتها الفنانة حورية فرغلي، لرغبتهما في انجاب طفليهما في أمريكا أملا في الحصول على الجنسية الأمريكية، وضمان مستقبل أفضل لهما، قبل أن يتم رفضهما لأسباب غير معروفة الأمر الذي يدفع "حسين" لتهديده السفارة والعاملون بها بالسلاح لحين أن تلد زوجته داخل السفارة ليضمن حصول ابنهما على الجنسية بعدما يولدا على أرض أمريكية.
استعرض المخرج خالد دياب داخل السفارة الأشخاص الذين يرغبون في الحصول على الجنسية وحكاياتهم والادعاءات الكاذبة فمنهم من يقول أنه "مثلي" ليسمحوا له بالهجرة، وآخر اعتنق المسيحية ويخشى الاضطهاد في بلده، وغيرها من الادعاءات، ورغم اختلاف القصتين في مضمونهما إلا أن التيمة الأساسية للفيلم تشبه إلى حد كبير فيلم "الإرهاب والكباب" والذي جعل البعض يعتقد أن أحداثهما متشابهة، خاصة بعدما طلب الكدواني طعاما للرهائن، ولأننا داخل السفارة الأمريكية كان الطعام "كرواسون" الأمر الذي دفع مصطفى خاطر لإطلاق إفيه ضمن أحداث الفيلم وهو يستلم قطعة الكرواسون "مفيش كباب ولا يقولوا إننا بنقلد".
لم يكن "الإرهاب والكباب" هو العمل الوحيد الذي تدور أحداثه داخل مكان واحد مثل "طلق صناعي" ولكن سبقهما في عام 1959، فيلم "بين السما والأرض" وتدور أحداثه داخل مصعد يتعطل فجأة وبداخله عدد من الأشخاص لا يعرفون بعضهم، بينهم ممثلة سينمائية جسدت دورها الفنانة هند رستم وشخص مضطرب عقليا وهو عبد المنعم إبراهيم وامرأة حامل تلد في المصعد رغم ضيق المكان، وغيرهم من الشخصيات.
كما أعاد الثلاثي أحمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز والمنتج أحمد السبكي خلال الفترة الأخيرة احياء الفكرة مرة أخرى من خلال ثلاثيتهم "الفرح" والذي تدور أغلب أحداثه داخل حارة يقام بها فرح شعبي ليستعرض المؤلف والمخرج حكايات من قلب هذه الحارة تدور إما في الفرح أو إحدى شقق سكان الحارة.
نفس الأمر بالنسبة لفيلم "ساعة ونصف" الذي دارت أحداثه داخل أحد القطارات، ليستعرض العمل قصص وحكايات ركابه، قبل أن يشتعل القطار ويلقى من عليه حتفهم.
وفي فيلم "كبارية"الذي تدور أحداثه داخل ملهى ليلي، استعرض عبد الله وعبد العزيز حياة العاملين، وظروفهم التي اضطرتهم للعمل فيه حتى يقوم أحد الإرهابيين بتفجيره وتنتهي الحياة بداخله.
وبعد هذه الثلاثية توقفت تلك التيمة لفترة قبل أن تعود للمرة الثانية على يد المخرج محمد دياب في عام 2016 من خلال فيلم "اشتباك" والذي تدور أحداثه داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين أثناء حالة الاضطراب السياسي في 2013، وتم تصوير مشاهد الفيلم في مساحة لا تزيد عن 8 متر مربع، حيث يتفاعل عدد كبير من الشخصيات ضمن دراما تتضمن لحظات من الجنون، العنف، الرومانسية والكوميديا.
الأمر نراه أيضا بالسينما العالمية في العديد من الأفلام منها the room وPhone Booth و The Man from Earth.
اقرأ أيضا
دليل (في الفن)- قائمة أبرز المسلسلات التركية بالقنوات العربية حاليا.. أعمال جديدة على mbc
بالفيديو- 5 مواجهات واتهامات بين أخت سعاد حسني ونادية يسري.. والإبراشي يهرب إلى الفاصل