يعتبر السيناريست الكبير وحيد حامد أحد أيقونات الكتابة في مصر والعالم العربي، إذ قدم من خلال أعماله محاكاه للواقع المصري، ليقترب بشكل أو بآخر من رجل الشارع، لتصبح أعماله الفنية علامات بارزة في ذاكرة كل مشاهد.
وحيد حامد صاحب أفلام مثل "الإرهاب والكباب" و"دم الغزال" و"طيور الظلام" و"البريء" و"معالي الوزير" وغيرها من الأعمال السينمائية والتليفزيونية التي حققت نجاحا كبيرا.
وشهدت الأيام القليلة الماضية أكثر من تكريم للكاتب الكبير كان أخرها من التليفزيون المصري في حفل نجوم الدراما، وسبقها بأيام تكريمه عربيا في مهرجان دبي السينمائي الدولي مع عدد من النجوم العالميين، وتعليقا على ذلك وقضايا أخرى تشغل باله تحدث وحيد حامد في حواره لـ FilFan.com .
-تم تكريمك مؤخرا من التليفزيون المصري في حفل نايل دراما ومن قبلها في مهرجان دبي السينمائي فماذا تعني لك هذه التكريمات؟
أولا تكريمي بتلفزيون بلدي لا يضاهيه أي تكريم آخر، ففكرة تقدير الشخص في بلده مصدر فخر واعتزاز، وكم كنت أتمنى لو استطع الحضور لاستلام تكريمي عن أعمالي الفنية منذ بداية مشواري، لكن ظروف مرضي منعتني من الحضور ليتسلم التكريم بدلا مني المخرج شريف بنداري.
أما بالنسبة لتكريمي في مهرجان دبي السينمائي ضمن دورته ال ١٤ فقد كان دليلا على وصول رسالتي للأشقاء العرب الذين يقدرون الفن المصري وكرموني مع أهم نجوم العالم.
- يصفك الوسط الفني والجمهور بالمؤلف الجرئ هل أصبحنا نفتقد لهذه الصفة في كتاب هذا الجيل؟
منذ أن بدأت وأنا أحب الصراحة من خلال كتابتي للسيناريو وما جعلني أكمل مشواري الفني بهذه الصلابة، هو رفضي تدخل النجوم في النص بأي شكل ومهما كلفني الأمر، وبالتالي حافظت على عملي، بينما الآن الجيل الجديد من النجوم يوقعون العقد أولا لوضع الجهة المنتجة أمام الأمر الواقع، ثم يفرضون شروطهم من خلال تغيير في السيناريو، على عكس جيل الكبار الذي إن لم يعجبه السيناريو يعتذر عنه دون تدخل.
-هذا يقودنا إلى مصطلح "السينما النظيفة" وتدخل بعض النجمات لحذف مشاهد؟
الحقيقة أنني أتعجب من الفنانات اللاتي يرفضن المشاهد الرومانسية فلا يجوز لفنانة أن ترفض تقديم مشهد رومانسي وهمي وغير صادق أمام الجميع، بينما في الوقت نفسه تفعل ذلك بارتياح في سبيل الحصول على الدور، وأرى في ذلك إزداوجية في حياة الفنانين لابد أن تنتهي.
- هل معنى ذلك أن جيل الشباب بات يشكل خطرا على الصناعة؟
أتمنى أن أجد أجيالا جديدة تحمل قضية ولا تتصارع على انتهاز الفرص، ففي الماضي كان الشباب يتقنون عملهم جيدا بل ويبدعون فيه على عكس الوقت الحالي، الذي ينقصه الإخلاص، والذي من المفترض أن يكون أساس مهنتنا.
- هل ترى أن صناعة السينما المصرية تأثرت بالخارج؟
بدأت تتطور بشكل ملحوظ، ولكن هناك خطر يهدد فن الكتابة وصناعة السينما في مصر، وهى ورش السيناريو التي يجمع المنتج فيها أكثر من عقلية ووجهة نظر على المستوى الاجتماعي والسياسي، ليخرج في النهاية عملا تلفزيونيا أو سينمائيا مثل "جلابية المجذوب".
- لكن البعض يرى ضرورة وجود الورش من أجل تجديد دماء السوق الدرامي بأجيال جديدة؟
دعينا نتفق أن الغرض الأساسي هو تقديم عمل مميز يرتقي بالذوق العام، وهي إحدى مهام الفن في أي مكان بالعالم وليس مصر فقط، ولكن ما يحدث هو أن سوق الدراما مثل "المعدة" التي تلتهم أي شيء في وقت يشتري فيه المنتج الممثل بالمخرج وبالمؤلفين لتقديم الخلطة، دون النظر للضرر الواقع على مهنة الكتابة نتيجة هذه الورش.
- تنبأت بأحداث سياسية عديدة من خلال أعمالك فماذا عن الأوضاع السياسية الحالية؟
أعتقد أننا بحاجة إلى أن ينيروا لنا الطريق، خاصة أنني شخصيا لم أعد أرى شيئا، فقد كنت أكثر الأشخاص تفاؤلا، وأعقد آمالا على الحكام والشعب بينما الآن لم يعد لدي أمل لا في الناس ولا في الحكام و"اللي يحصل يحصل".
اقرأ أيضا
وحيد حامد.. "الوحيد" الذي أنار سماء دبي السينمائي
وحيد حامد: رؤساء مصر لم يخونوا الوطن.. وبعض أفلامي لست راضيا عنها