اعتدنا في السنوات الأخيرة بالتزامن مع طرح ألبوم المطرب عمرو دياب بالأسواق على جمل نسمعها كثيرا وهي "الألبوم ليس به جديدا" أو "أسوأ ألبوم لعمرو في الـ10 سنوات الأخيرة"، كل عام وفي كل مرة يطرح فيها دياب ألبوما تجد من يردد هذه الكلمات.
المتسرعون في إطلاق الأحكام لا يتوانوا عن إصدارها بعد الدقائق الأولى من طرح الألبوم، ولكن المفارقة بعد ترديد تلك الجمل بكثرة نجد أن الألبوم الذي تم مهاجمته يتصد المراتب الأولى في كل مواقع الموسيقى العربية ونسمع الأغنيات تتردد في كل مكان، حيث تم ترديد تلك الجملة أيضا على ألبوم "شفت الأيام" الذي طرحه عمرو عام 2014 وصنف بأنه الألبوم الأعلى مبيعات في الشرق الأوسط كما تصدر قائمة ITunes، و في مطلع 2015 تصدر ألبوم "شفت الأيام" قوائم Billboard العالمية الموسيقية للألبومات الأكثر مبيعا، كما أن عمرو دياب هو الفنان الأول والوحيد علي مستوي الشرق الأوسط الذي يصل إلى رأس قوائم موسيقي العالم علي قوائم بيلبورد.
لسنا هنا بصدد تقييم ألبوم عمرو دياب فنيا، لكنني هنا أتساءل عن سبب تكرار نفس الجمل والأحكام كل عام على ألبومات المطرب، وكأنه شريط مسجل لا يمل صناعه من تكراره، شريط مسجل لا يحدث سوى مع عمرو دياب فقط.
من العبارات التي دائما نسمعها في ذلك الشريط المسجل الذي يظهر مع كل ألبوم لعمرو دياب أن "أغانيه القديمة أفضل"، ليست هناك أغنية مثل أغانيه القديمة، مع المزيد من عبارات النوستالجيا والحنين إلى الماضي، وقد يتطور ذلك الأمر إلى المقارنة بين أغاني ألبوم عمرو دياب الجديد وأغاني ألبوماته السابقة، ومحاولات استخراج أوجه شبه بينها، وكان من قدم هذه الأغنيات قديما ليس عمرو دياب نفسه، متناسيين أن الفنان يجب أن يرسم لنفسه مسارا يسلكه وطريقة تميزه، لا بد من التأكيد عليها مرارا وتكرارا، وذلك مع التجديد أيضا لكن مع الحفاظ على الأسلوب.
يأتي ذلك مع وجود أصوات مختلفة تردد جملة أخرى بالتزامن مع طرح أي ألبوم لعمرو دياب أيضا وهي أنه لا بد من سماعه أكثر من مرة ليتم الحكم عليه، لكن هذا القول أو وجهة النظر تنطبق على أي أغنية أو ألبوم لأي مطرب أخر، وليس حكرا على عمرو دياب فقط، لكن ذلك القول يظهر أكثر مع ألبوماته.
يبقى أن نؤكد على أن لكل فنان مشروع أوفكرة يدعمها، وعادة عمرو دياب مهتم بالموسيقى والكلمات التي من السهل حفظها على مدار مشواه الفني، وأن الألبوم الجديد "معدي الناس" كل ألحانه أصلية لا يوجد بها تقليد، كما أنه أيضا يحاول الحفاظ على أسلوبه في الغناء، فعلى سبيل المثال لا نتخيل أن المطربة فيروز تغني أغاني كاظم الساهر، أو أن سميرة سعيد تليق عليها أغاني أنغام، وهي من قالت بنفسها أنها رفضت أغنية سميرة نفسها قالت إنها لم تقبل أغنية "أكتب لك تعهد" التي غنتها أنغام لأنها لا تشبه مشروعها الفني.
اقرأ أيضا
عمرو دياب يغني لبرج الحوت.. والجميع يفقدون صوابهم
(خاص في الفن)- هل يجتمع عمرو دياب وآمال ماهر في دويتو قريبا؟