يظل دائما ذلك التساؤل مطروحا، خاصة في هوليوود، متى يمثل ذلك النجم الكبير في التلفاز، دائما هناك ندرة في تواجد الأسماء الكبيرة على الشاشة الصغيرة فيما يخص صناعة المسلسلات، نعم بعضهم يبدأ مسيرته من الشاشة الصغيرة ليصل إلى الكبيرة.
لكن حاليا وبالتحديد منذ 4 أعوام أو 5 رأينا عددا كبيرا من نجوم السينما والذين يمتلكون أسماء كبرى، وحققوا أرقاما فلكية يتجهون للتلفاز.
ما السبب؟ الأفكار حتى الآن ليست واضحة، لكن نتذكر سويا ما قاله ماثيو ماكونهي بعد فوزه بجائزة اختيارات النقاد لأفضل ممثل درامي عن مسلسل True Detective :"التلفاز الآن يرتفع وأسهمه تعلو، وكذلك يرفع من أسهم الشخصية التي تقود المسلسل".
إذا وضعنا أيدينا على السبب الأول وهو اتجاه النجوم لذلك النوع من المسلسلات، والكثافة في التواجد على شاشة التلفاز، خاصة وأنه فعليا في أخر 7 أعوام ارتفعت أعداد المتابعين للمسلسلات وكذلك أيضا، خرج نجوم منها اكتسبوا أرباحا من شباك التذاكر بناء على السمعة التي بنوها عبر مسلسلاتهم.
وفي وقت سابق قال داستن هوفمان :"حاليا، التلفاز في أفضل حال ممكن له مما كان عليه في الماضي، وأيضا الأفلام وصناعة السينما تمر بوقت سيء، وذلك خلال 50 عاما لي في تلك الصناعة".
لكن الأمر ذاته مثلما يحدث في أشياء عديدة بالحياة، مثلا لاعب الكرة الجيد جدا والذي يرغب في التتويج بالألقاب، سيرحل عن فريقه إن لم يفز بها، إذا الأمر مماثل في حالتنا مع السينما، ربما رأينا الكتابة سيئة أو تشابه الأفلام وعزوف المشاهدين لارتفاع أسعار التذاكر تارة، أو لخوفهم من سوء الأداء أو من التناول المختلف من النقاد للقضايا في الأفلام مما قد يقلل من تقييمها، ورأينا حالة الخوف تلك في فيلم Batman V Superman خلال العام الماضي.
جين فوندا قالت أيضا في وقت سابق :"الممثلون وبكل بساطة يرغبون في الاتجاه حيث توجد القصة والكتابة الجيدة".
على غير المتوقع فالممثل الكبير لا يملك زمام الأمور، بل المخرجون والكتاب والمنتجون، هما يملكون بشكل كبير تلك الحركة، خاصة وأن الفيلم يعد مقامرة كبيرة، أنت تصوره وتنتظر نجاحه أو فشله، قد تراهن طيلة عامين على نجاح فيلم ما وفور إذاعته تجد أنك فشلت كليا وأن الفيلم قد أخفق.
في التلفاز الوضع مختلف، عليك أن تقدم أداء مختلفا، وأضاف على ذلك أنك بإمكانك أن تكون سيئا في حلقة ما، لكنك لن تخسر كل شيء، وكذلك ستقدم المسلسل لأكثر من موسم وليس لساعتين فقط، تلك فرصة لتظهر مواهبك المختلفة.
بالحديث عن المواهب، بإمكاننا أن نتحدث عن ثلاثي American Horror Story، جيسكا لانج، سارة بولسن وإيفان بيترز، ومن دون أن نغفل دور بقية الممثلين في ذلك العرض، لكن هذا الثلاثي بدا كما لو كان يستعرض عضلاته التمثيلية عبر الشاشة الصغيرة، في كل حلقة من المسلسل كانوا يبرزون قوتهم.
المسلسلات تمنح المنتج والمخرج والكاتب وأيضا البطل الفرصة، فبالنسبة للصناع فهناك فرصة لزيادة عدد الشخصيات وتطوير الحبكة واستقطاب أكبر عدد ممكن من المشاهدين فنرى أن هناك أرقاما تسجل في الدراما لأول مرة، ملايين يشاهدون الحلقة وهي تبث حية، كل ذلك الفيلم لن يتحمله في مدته حتى وإن كان 3 ساعات.
أيضا الجماهير يجدون أنفسهم مستمتعين للغاية بالتغير في الأحداث، والتطور، إضافة لعاصفة المشاعر المنقولة عبر الشاشة الصغيرة، وإعجابه بالتفاصيل الصغيرة في المسلسل، وارتباطه بالشخصيات الرئيسية وأحيانا شخصيات فرعية تترك أثرا، كل ذلك يعطي فرصا أكبر للربح حتى من كل الجوانب، بدلا من السينما.
نقطة أخيرة تبرز لنا التغير الواضح، منذ عام 2013 ظهرت استفتاءات عديدة توضح أنه ما يتخطى الـ60% من المشاهدين الأمريكيين يفضلون مشاهدة الأفلام من المنزل، وعوائد السينما انخفضت بنسبة 5.2% في 2014 وهو الانخفاض الأكبر من التسعينات، لذا التلفاز أصبح هو من يسود حاليا، خاصة مع تطور خدمات البث عبر الإنترنت، والخدمات العديدة التي أصبحت القنوات التلفزيونية توفرها.