مجرد الترشح لجائزة الأوسكار يعتبره الكثير من الممثلين تكريمًا في حد ذاته، حتى أن هناك حملات تنظمها شركات الإنتاج قبل صدور أفلامها لزيادة فرصة ترشح الفيلم وأبطاله والفوز بالجوائز، مثل الحملة التي تنظمها شركة Paramount Pictures للتأثير على الرأي العام، كي تفوز الممثلة الأمريكية فيولا ديفيس بجائزة الأوسكار لعام 2017، كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم Fences.
إلى جانب الدعوات التي تطلق بين حين وأخر بهدف كسر النحس لكي يحصل ممثل على الجائزة بعد سنوات من الترشح، مثل ما حدث مع ليوناردو دي كابريو الذي نالها عن فيلم The Revenant، وهو النحس نفسه المستمر مع جوني ديب، وإدوارد نورتن، وإيمي أدامز، وروبرت داوني جونيور.
ولكن هناك عدد من نجوم وصناع السينما في هوليوود رفضوا تسلم الجائزة بعد فوزهم بها، ونرصد في السطور التالية مجموعة من الممثلين والمخرجين والعاملين بصناعة السينما كان لديهم اعتراضات على الجائزة والجهة التي تختار المرشحين.
كاثرين هيبورن
تعد واحدة من أشهر المثلات اللاتي ترشحن للجائزة، إذ ترشحت 12 مرة وفازت بها 4 مرات، ومع ذلك لم تحضر الحفل سوى مرة واحدة فقط، وهي في عام 1974، وقالت آنذاك: "أنني دليل حي على أن الشخص من الممكن أن ينتظر41 عامًا، حتى يتخلى عن أنانيته".
وبالرغم من رفضها للجوائز، إلا أنها كانت تعرض تماثيل الأوسكار الأربعة التي حصلت عليهم في منزلها بولاية كونيتيكت، كما عرضت لوحات ترشيحها على حائط في منزلها الريفي بمنهاتن.
وودي آلن
دائمًا ما يصرح وودي آلن أنه يرفض مبدأ الجوائز ويعتبره سخيف، وبالرغم من ترشحه أكثر من 10 مرات للجائزة وفوزه بها 4 مرات، إلا أنه لم يحضر الحفل إلا مرة واحدة فقط، وتحديدًا في عام 2002، بعد 6 أشهر من هجمات الـ 11 من سبتمبر ليتحدث عن الأفلام التي صنعت في مدينته المفضلة نيويورك، ويطمئن الجميع أنها مازالت مكاناً رائعاً لصناعة الأفلام.
وتحدث آلن، في وقت سابق، عن الجائزة واصفًا أياها بأنها بلا معنى، إذ قال: "أنا لا أهتم بهذا النوع من الحفلات، ولا أعتقد أنهم يعلمون ما يفعلون. عندما ترى من فاز بتلك الأشياء، أو من لم يفز بها، يمكنك أن ترى كيف أن أمر الأوسكار هذا بلا معنى".
شاهد خطاب وودي آلن عن مدينته نيويورك:
وهنا أثناء تقديم أنجلينا جولي لجائزة أفضل سيناريو التي فاز بها فيلم وودي آلن Midnight In Paris.
جورج سي سكوت
يعتبر أول ممثل يرفض جائزة الأوسكار، إذ ترشح سكوت للجائزة 4 مرات وفاز بها مرة واحدة عن فيلم Patton إنتاج عام 1970، ولكنه أرسل خطاب إلى الأكاديمية قبل موعد الحفل يؤكد فيه أنه لن يحضر إذا فاز بالجائزة، وبالفعل تسلمها عنه منتج الفيلم فرانك مكارثي.
ووصف سكوت حفل الأوسكار بهذه الكلمات: "المراسم عبارة عن ساعتين ونصف من موكب للحوم، عرض عام مع تشويق مفتعل لأسباب اقتصادية".
مارلون براندو
في مارس عام 1973، رفض مارلون براندو أن يتسلم جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم The Godfather، وأرسل الممثلة ساشين ليتلفيرز لتقرأ على الحضور بيان يوضح فيه أسباب رفضه لحضور الحفل، وهو تعنت هوليوود تجاه الهنود الحمر اللذين يعدون السكان الأصليين للولايات المتحدة الأمريكية.
فيما بعد قيل أن ساشين لم تكن من السكان الأصليين أبداً، وأنها كانت في الحقيقة ممثلة مكسيكية تدعى ماريا كروز.
جان لوك جودار
في أواخر عام 2010، أعلنت الأكاديمية أنها ستمنح جائزة الأوسكار الشرفي للفرنسي جان لوك جودار، الذي يعد الأب الروحي للموجة السينمائية الفرنسية الجديدة. لكن تبين أنه ليس رجل سهل الوصول، فقد حاولوا التواصل معه بشتى الطرق عن طريق الهاتف والبريد الألكتروني والفاكس، لكن الرجل الثمانيني لم يعاود الاتصال بهم على الإطلاق.
وعلق صديق له على عدم حضوره، وقال: "جان لوك لن يذهب لأمريكا، أصبح كبيراً على هذا. هل سيذهب كل تلك المسافة من أجل قطعة معدنية؟"، بحسب ما ذكر موقع mental floss.
ثم بعد ذلك قرر لوك جودار التعليق على الأمر في أحد الحوارات الصحفية، موضحًا: "إذا كانت الأكاديمية تريد التكريم فلتفعل ذلك، لكنه في رأيي أمر غريب، وقد سئلت نفسي هل شاهدوا أفلامي؟ وهل يعرفون حقًا هذه الأفلام؟ وإذا كانوا شاهدوا أفلامي، فلماذا جاء التكريم الآن!".
وأضاف مازحًا: "يطلقون على هذه الجائزة اسم جائزة المحافظ، هل يعني ذلك أن شوارزنيجر هو من سيسلمني الجائزة؟".