أحمد مالك موهبة شابة جذبت الانتباه في الأونة الأخيرة بسبب تقديمه لأعمال فنية مختلفة تتماشي مع شخصيته، فهو مثال لحيوية شباب الجيل الجديد وثقافته وتفكيره المختلف، ويتضح هذا الاختلاف والتنوع بشدة في أعماله المقدمة التي كان آخرها فيلم "اشتباك" الذي أُثير جدلا كبيرا حوله من قبل عرضه لما يتضمنه من مواضيع ونماذج لشخصيات شائكة.
قدم الممثل أحمد مالك فى فيلم "اشتباك" شخصية "مانص" البلطجي الذي فاجأ جمهوره بها لبعدها عما اعتاد عليه الجمهور منه، خاص وأنه دوما يقدم أدوار المراهقة والابن المدلل المعتاد تقديمها وكان لـFilFan.com هذا الحوار معه.
-ما سبب اختيارك لشخصية "مانص" البلطجي رغم بعدها الشديد عن شخصيتك الحقيقة وأدوارك المعتاد تقديمها؟
لأن شخصية "مانص" متواجدة في الحياة، وأنا كممثل يجب أن أطرح جميع وجهات النظر المتواجدة فى الحياة، وبالطبع سأقابل وجهات نظر تختلف مع تفكيري وأيدولوجياتي، ولكن هذا لن يمنعني من تقديمها فى الفن.
كما أتمني أن أقدم جميع وجهات النظر وفكرة قدرتي على فعل هذا أم لا يعتبر هو التحدى الأكبر لدي، وأكثر ما لفت انتباهي للدور هو وجهة نظر "مانص" التى تتعارض مع وجهة نظري كأحمد مالك.
-ما أكثر المواقف الصعبة التي تعرضت لها أثناء تصوير "اشتباك"؟
المواقف الصعبة كانت كثيرة، وأصعبها هو مشهد رش المياة علينا خلال تواجدنا داخل السيارة، والمشكلة أن "التانك" قد تم تركه في الشارع لفترة، وتعرض للشمس، حتى أصبحت المياه ساخنة، ومع رشها علينا صدمنا وتعبنا بالفعل، هذا إلى جانب مشاهد المعارك الجسدية خلال الالتحام، بالإضافة إلى صعوبات التصوير فى الشوارع.
-هل كان هناك دور آخر في فيلم "اشتباك" عرض عليك قبل شخصية "مانص"؟
نعم، كان هناك دور شبيه، لكن المخرج محمد دياب وضع لي حرية الاختيار بين الشخصيات قبل تسكنيها وكان في تبديل بين الأدوار، لكن "مانص" كان تحدي أكبر بالنسبة لي.
-شكل الشخصية الخارجي اخترته أنت أم جاء بالاتفاق مع المخرج محمد دياب؟
الموضوع كان تلقائي، وبالاتفاق مع المخرج محمد دياب، فشكل "مانص" مستوحي من شخصية حقيقة تمتلك نفس لون شعر.
-لم تخشى الانتقادات من الدور؟
على الإطلاق فكل شيء معرض للانتقاد سواء سيء أو جيد، فلكل عمل له جمهوره ووجهة نظره.
-هل تمانع من المشاركة في فيلم تجاري؟
لا أمانع المشاركة فى أي نوعية من الأفلام، أكثر ما يهمني هو دوري، فهو الأهم لأنه المساحة الخاصة به ثم الفليم.
-ما رأيك من موقف الرقابة من "اشتباك"؟
لست من صناع الفيلم، فلم أتدخل فى دور الرقابة بشكل مؤثر، لكنني قلقت فى البداية بسبب وجود محك سياسي، لأن المناخ السياسي لدينا به اضطراب كبير ولدينا خلل فى هذة النقطة، وكنت متوقع أن الموضوع لن يمر بسلاسة، لكن قضية الفيلم تطرح فكرة اجتماعية أكثر وليست سياسية.
-فكرة التصوير داخل سيارة ترحيلات مغلقة لفترة طويلة كيف أثر عليك؟
أرهقت في التصوير بشكل شديد، وفي آخر أيام التصور لم يستطيع الممثلين التحدث سويا، فجميعنا أصبح مضغوط بطريقة صعبة وكنا نهرب من السيارة في أوقات الراحة، فكنا نشعر بأننا في فصل دراسي.
-كيف تري شخصية "مانص" ضمن أحداث الفيلم من وجهة نظر مالك؟
"مانص" شخص منساق مشاهد من بعيد، وفجأة أصبح وسط الزوبعة بسبب الفضول، وهو يمثل طبقة كبيرة جدا خاصة الشباب الذين يعانون من صعوبة المعيشة والبحث عن الطعام.
-شخصية أحمد مالك غير منساقة ومختلفة عن "مانص"، لماذا لم تفكر فى تقديم شخصية مشابهة كشاب ثوري مثلا؟
كما وضحت فى البداية "مانص" يختلف عني تماما فكريا وأيدولوجيا وشكلا وردائا، والتمثيل هو تقديم الطبيعة، وفي النهاية أنا لا أقدم وجهة نظري، أنا أقدم وجهات نظر مختلفة.
ولو قدمت وجهة نظرى الشخصية فأنا أجبر المشاهد على شيء معين وهذا ليس فن.
-شارك "اشتباك" في مهرجان "كان" لكنه لم يحصل على جوائز، هل شعرت بالظلم بسبب ذلك؟
على الإطلاق، مجرد المشاركة في الفيلم يدعوا للفخر والشرف، فأنت تنافس أفلام عالمية، بالتأكيد كنت أتمنى الحصول على جائزة لكن يكفى شرف المحاولة.
-ماهي خطوات أحمد مالك السينمائية بعد "اشتباك"؟
سأحاول اختيار الأدوار الصادقة سواء تجارية أو مستقلة كوميدية المهم وجهة نظر صادقة، وأهم شيء الأقتناع بالعمل.
-ما هي أساسيات ومعايير اختيار أدوارك؟
أهم عنصرين هو العنصر الفني والعنصر التكنيكي، فمثلا أن يتوفر مخرج قوي وإنتاج قوي وسيناريو قوي هي مثل المعادلة الحسابية يجب أن تتوافر جميع أطرافها، بالإضافة للجزء الفنى المتواجد فى الدور الذي سأقوم بتقديمه.
-هل تشغل مساحة الدور فكر أحمد مالك؟
ليس دائما، بالتأكيد تفرق في بعض الأحيان، لكن ليس فى كل الأوقات، مثلا في فيلم "اشتباك" ليس هناك مساحات كبيرة لكنها جميعها أدوار فعالة.
هل هناك مخرج تتمنى التعاون معه؟
كثيرون بارزون على الساحة منهم أحمد عبد الله، والعمالقة سينمائيا داوود عبد السيد، ويسري نصر الله، ومن الراحلين العظماء محمد خان، وعاطف الطيب، وبالطبع يوسف شاهين الذي قدم سينما فلسفية عبقرية، وأيضا سعيد مرزوق الذي قدم مجموعة من الأفلام المتميزة منها "زوجتي والكلب".
-ما سبب بعدك عن الدراما؟
بسبب عدم تواجد أدوار جيدة معروضة عليّ، واحتمال أشارك في رمضان 2017.
-ما ردك على تصريحات محمد سامي أنه مكتشف أحمد مالك؟
تربطنى بالمخرج محمد سامي علاقة صداقة، وهو ساعدني ودعمني كثيرا، وأنا أحبه بشكل شخصي، لكن لكل شخص مجتهد نصيب، وليس لدي مشكلة فى تصريحاته باكتشافي، فهو ناتج من حبه لي.
فهو ساعدني منذ مسلسل "مع سبق الإصرار"، وذهب لإقناع والدي الذي كان رافضا للتمثيل بأن أكمل الدور، وسمح لي فى الظهور على الشاشة كشاب في البداية وجعل الجمهور يتقبلني.
-هل تعتبر نفسك محظوظ فى خطواتك الفنية؟
نعم اعتبر نفسي محظوظا، لأنني اكتشفت أنني اتخذت من التمثيل مهنة رئيسية في حياتي، وهذا استوعبته متأخرا، فلم كنت أتخيل أن أكون ممثلا، ففي فترة من حياتي كنت مثل باقي الشباب لا أعلم ما أريده ولا ما سأحققه، وكل يوم برأي مختلف، مثلا في فترة ما كنت أطمح في أن أصبح طيار مثل والدي، وفي فترة أخرى طبيب.
-هل كنت تتوقع هذا النجاح الذي لاقاه فيلم "اشتباك"؟
لم أضع أي توقعات للفيلم، وكان تحدي كبير، والمحك السياسي للفليم كان يقلقني، وهذا النجاح يوضح عودة الجمهور لمشاهدة الدراما.
-هل من الممكن أن نرى مالك في أفلام تجارية شعبية؟
من الممكن إذا تلقيت عرضا به صدق، ومدى ملاءمته لي، لكن إذا كانت الفكرة رقص وأغاني وحسب بالتأكيد لا، في المقابل لا أمانع المشاركة في عمل شعبي مختلف وصادق أقبله، حتى إذا كان إسفاف لأن الإسفاف به صدق، وهذه السمة ليست لصيقة بالأعمال التراجيدية فقط.
اقرأ أيضا
أحمد مالك لـ"في الفن": صبغت شعري وذهبت إلى المقاهي من أجل "البلطجي منص"
ردا على تصريحات محمد سامي.. أحمد مالك لـ "في الفن": لست غاضباً منه
أحمد مالك يكشف لـ"في الفن" عن أصعب مشاهد "اشتباك" المستخدم فيه المياه الساخنة
هادي الباجوري يكشف عن ترشيح أحمد مالك لفيلم عالمي