منذ الجمعة 8 أبريل وبدأت المظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي من محبي ديزني حول العالم العربي، غير المصريين قبل المصريين، لمطالبة الشركة بإعادة الدبلجة المصري لأفلام الرسوم المتحركة المختلفة.
طالع أيضا
محمد هنيدي يدعم حملة #ديزني_بالمصري ويعد بدبلجة غير رسمية لمقطع من Inside Out
باسم يوسف يدعم وسم #ديزني_لازم_ترجع_مصري
ولا أحد ينكر أن العامية المصرية أحد عوامل الجذب التي ساهمت في خروج أجيال كاملة من الأطفال الذين أصبحوا كباراً الآن، وقد تعلقت قلوبهم بأفلام رسوم متحركة شهيرة، وقد تحدث أبطالها الأجانب بلسان محلي "صايع"، أعطت لهذه الأفلام معنى آخر، وجعلتها أكثر من مجرد فيلم رسوم متحركة طريف، ولمَ لا، والكل يتحدث عن الإضافة التي أضافها نجم بقامة روبن ويليامز لدور الجني في Aladdin، والذي لولاه لما نجح الفيلم لهذا الحد، ولا يستطيع أحد إنكار أن لولا نجوم مثل عبد الرحمن أبو زهرة ومحمد هنيدي وثريا إبراهيم وغريب محمود وخالد الصاوي لما نجحت أفلام مثل The Lion King، وMonsters Inc.، وThe Incredibles، بعد دبلجتها للعربية باللهجة المصرية.
لذلك نستعرض لك أكثر "إفيهات" ديزني بالمصري شهرة وتأثيراً وأيضاً طرافة، على أمل أن نجد فيلم "ديزني" القادم وقد استعاد روحه المصرية المرحة.
1) "أنا محاط بشلة متخلفة" – سكار، الأسد الملك
فريق عمل فيلم "الأسد الملك" بدبلجته للمصرية يعد طاقم عمل الأحلام، شخصية "تيمون" بصوت محمد هنيدي، الأغاني التي تم ضبط كلماتها حتى أنها ثبتت في أذهان الأطفال العرب جميعاً أكثر من الأمريكية الأصلية، والتنوع الهائل للشخصيات، سلوى محمد علي في دور "الضبعة شنزي"، الطفل كريم الحسيني في دور "سيمبا الصغير"، سامي صلاح في دور "بومبا"، وعلى رأس الفريق عبد الرحمن أبو زهرة في دور "سكار"، الشرير السوداوي، اللامبالي والذي اشتهر بردوده اللاذعة على ابن أخيه وريث العرش "سيمبا"، "هبقى طيشة"، عندما يسأله الشبل البريء، "لما أنا أبقى ملك، أنت هتبقى إيه؟"
يكفي ضحكته القصيرة المتهكمة وهو يقول، "كلوا زازو"، أو تغير نبرته من اللامبالاة إلى القسوة والشراسة التامة بينما يقتل أخاه، "الوداع يا سيدي"، لتعرف أنك أمام عمل استثنائي، إعادة خلق لقطعة فنية أصيلة، وإضفاء روح محلية شديدة اللطافة والأصلة عليها.
قارن بين صوت الممثل البريطاني جيريمي أيرونز في أداء دور سكار، وستعرف جيداً كيف يتفوق أبو زهرة على نظيره الأجنبي بخلقه روح شخصية تخلد في الأذهان للأبد.
2) "عوم واتمخطر...مخطر...مخطر.." – دوري، "البحث عن نيمو"
"بتعوم ورايا ليه يا بايخ، مش مكفيك المحيط كله ولا هي غلاسة وخلاص.
ليس هناك ما هو أمتع من الاستماع لهذه العبارات بصوت عبلة كامل المألوف، شديد التعبير. "نيمو" لم يكن ليصبح خالداً في قلوب جميع الأطفال العرب، دون أداءها الممتع كالسمكة الزرقاء دوري خاصة مشاهدها مع محمود اللوزي في دور "مرهف"، سمكة البهلوان التي لا تتمتع بالدم الخفيف، خاصة مع نكتة "كان في ودعة قابلت خيار بحر وهو بيتمشى..." والتي لا تضحك أحداً.
دوري تسرق الأضواء بعفويتها وذاكرتها التي تصلح فعلاً لتعبير "ذاكرة السمك"، وبينما هي ومرهف يبحثان عن "نيمو"، نستمتع بها في كل مشهد تطل علينا به، خاصة أمام القرش "بشوش" الذي يحاول التخلي عن التهامه للسمك (ويصبح نباتياً) في اجتماع لآكلي سمك مجهولين، واعترافها أمامهم "في الحقيقة عمري ما كلت سمك."
ينبغي أن نعرف أن المنافسة أمام عبلة كامل كانت شرسة، لأن دور دوري أدت صوته الساخرة الأمريكية المبدعة إلين ديجينيريس في النسخة الأصلية، مما يجعل اللهجة و"الإيفيهات" المصرية المطعمة بصوت موهبة حقيقية رهان على قدرة الدبلجة المصري في الصمود أمام المنافسة العالمية.
3) "لما الدنيا تديك ضهرها، ادي ضهرك للدنيا" – تيمون، الأسد الملك
لا شك بأن محمد هنيدي من أكثر الأصوات ملاءمة لدبلجة الكارتون، فهو يبدو في طريقة إلقائه لـ "الإيفيهات" أشبه بطفل كبير يعبث ويستمتع بما يفعل، سواء كان "مارد وشوشني" في "شركة المرعبين المحدودة"، أو "تيمون" حيوان الميركات الصعلوك في "الأسد الملك".
لا أحد ينساه بينما يغني هاكونا ماتاتا أو بينما يظهر ضيقه من "نالا" حبيبة "سيمبا"، "أوعي تعملي كدة تاني يا متوحشة، يااي."
يكفيه أن على موقع Twitter كانت إفيهات "مارد وشوشني" مكتسحة في تداعي الذكريات الذي اجتاح المغردون، بينما يصعدون بوسم هاشتاج #ديزني_لازم_ترجع_مصري.
4) "إزاي تتجرأ وتفتح خوذة رائد فضاء في كوكب هوائه مجهول؟ مش جايز عينيه تنفجر وتتدمر!" – باز يطير، حكاية لعبة
جميع الأطفال عرفوا هذا الفيلم بعنوان "باز يطير"، الحقيقة أن أحمد بدير مؤدياً صوت "باز" رائد الفضاء، ويحيى الفخراني في دور "وودي" راعي البقر، أديا دويتو رائع، ولن ينسى أحد "إنت مجرد لعبة!" بصوت الفخراني، أو هاني رمزي في دور الديناصور النيوروتيك ركس، وما أثبت تفردهما وأداءهما الاستثنائي، هما الجزآن التاليان من "قصة لعبة" واللذان كانا مخيبين للآمال بشكل كبير مع تغيير أصوات العديد من الأبطال الرئيسيين.
5) "أدخلي، أدخلي يا حبيبتي. مايصحش نوقف ورا البيبان، كده عيب! الناس بعد كده يقولوا عليكي ماتربيتيش" – أرسولة، حورية البحر
لا شك أن الفنانات المصريات رائعات في أدائهن لأدوار شريرات "ديزني"، ما بين ملك الجمل العظيمة في أدائها لصوت الساحرة الشريرة في النسخة المدبلجة من "سنووايت" في السبعينيات، إلى عرابة ديزني جيهان الناصر والتي قامت بصوت "الأم جوثل" في فيلم "رابونزل" مروراً بسلوى محمد علي في دور "مدام مادوزه" من فيلم "المنقذون".
وعلى الرغم من صوت الممثلة بات كارول شديد التميز في النسخة الأمريكية من الكارتون، إلا أن حنان يوسف استطاعت إضفاء شر ناعم على شخصية "أرسولة" ساحرة البحر القبيحة شكلاً وموضوعاً. وفي أغنية Poor, unfortunate souls واللي تم ترجمتها "يا مساكين البحور" تندهش كمشاهد لو تعرف أن مغنيها رجل وهو دكتور أشرف سويلم، والذي تناغم صوته لحد مذهل مع صوت الفنانة حنان يوسف.
هذا وإن دل على شيء يدل على براعة الفريق المصري في الإخراج الغنائي لأعمال ديزني، ودرجة إتقانهم لضمان وصول المشاهد لأقصى درجات الاستمتاع، دون الشعور بنشاز أو غربة عن الأصوات الإنجليزية المختارة.
6) "رويلا درفيل، غوريلا أم غل، دايماً قدمها نحس، دمها يعل" – راجي، مئة مرقش ومرقش
كعادة أغنية ديزني، خاصة الكوميدية، يتم اختيار تراكيب الجمل والكلمات ببراعة؛ إن دلت على شيء فعلى "صياعة" مصرية أصيلة في تعشيق الكلمة وراء الكلمة، دون الإخلال باللحن. يتجلى هذا في "هاكونا ماتاتا، هذا هو البهريز، الفلسفيز،" و"حهوس الستات وأنافس القمر، وأترقى فارس، لأ...لورد معتبر"، "مقلقش عمري، ده أنا قلبي طير، ماملكش نكلة حمراء، بشهامتي أبقى مليونير".
ليس هناك أفضل من يعبر عن كراهية شخصية "راجي" للشريرة "رويلا" أكثر من هذه الأغنية بكلماتها المعبرة، أكثر بكثير من نظيرتها الأمريكية، بل وإنها أكثر إضحاكاً بكثير: "لو الدنيا عسل تقلبها...خل، راضعة غلاسة ومفطومة غل."
7) "اسمي جن مصوّر .. مخابرات بريطانية" – جن مصور وماطم، سيارات 2
"سيارت" و"سيارات 2" من الأفلام شديدة النجاح كنسخ "ديزني" المصرية، وهذا يرجع بالذات لصوتي "برق بنزين" –رمزي لينر- في الجزأين، وصوت "ماطم"، والذي أداه الراحل غريب محمود في الجزء الأول، والفنان جلال الهجرسي في الجزء الثاني.
لهجة "ماطم" الريفية وخيلاء "برق بنزين"، تعبر عنهما "الإفيهات" ببراعة وخفة ظل لا تقاوم، مما جعل هاتين الشخصيتين من المفضلين عند عشاق ديزني حول العالم العربي، وكثير من الأطفال أطلقوا على الكارتون عنوان "برق بنزين" بدلاً من "سيارات".
الفضل في هذا يرجع لحوار الفنان والشاعر المبدع عمرو حسني الذي استطاع تطعيم الحوارات بعامية مرحة. وقد أشار في لقاء له على مدونة "والت ديزني المصرية العربية" عام 2011 أنه تأثر في تكوينه بشعراء بارزين أمثال بهاء جاهين وفؤاد حداد وصلاح جاهين، مما ساهم في صقل موهبته الشعرية العامية الفريدة.
ولا ننسى أيضاً جرأة "إيفيه" مثل: "إنت قابلت سيارات كتير أوي إمبارح .. مين فيهم شريكتك؟" "والدتك .. لا أسف قصدي أختك .. مانت عارف بصراحة بتلخبط فيهم" والذي يثير الجدل عند بعض المشاهدين الأكثر تحفظاً، والضحك لدى الكثير ممن يحبون إضفاء بعض التوابل على الفنون المقدمة للأطفال، كل هذا من صنع عمرو حسني الفنان المبدع البسيط.
8) "أنا حطاك في دماغي، وبراقبك" – روز، "شركة المرعبين المحدودة"
لا أحد ينسى شخصيات ديزني الرائعة التي قامت الفنانة الراحلة ثريا إبراهيم بالأداء الصوتي لها مثل "مدام بكار" في "أطلنتس: القارة المفقودة"، و"دانة للموضة" في "الخارقون"، و"نظلة" في "سيارات".
لكنها في شركة المرعبين المحدودة، وقفت نداً بند إلى جانب محمد هنيدي وبقية الأبطال في إثارة الضحكات، وخلق "إفيه" يرسخ في الذهن، ولم يكن ليتذكره أحد لولا الطريقة التي نطقته بها، وبراعتها في إضفاء التميز على الشخصية، رغم قلة مشاهدها بالفيلم.
9) "صعبان عليا حالكم وانتو ماشيين وراها زي الغنم!" – غضبان، سنووايت والأقزام السبعة
لغة "سنووايت" تبدو عتيقة وكلاسيكية جداً مقارنة بأفلام ديزني المدبلجة حديثاً، لكن جمال إسماعيل بصوته الأجش وأدائه الكوميدي لشخصية القزم غضبان يجعل منه أكثر الأقزام أيقونية، وتظل جمله عالقة بالذهن مثل، "كل ده من فعل الأرواح الشريرة"، "القط ما يحبش إلا خناقه"، "كفاية إنها أنثى، كل النساء صنف واحد، ميالين للشر وغاويين متاعب".
من المضحك أن يكون "غضبان ميزوجيني" عدو للمرأة في كارتون للأطفال، لكنها ديزني ما قبل إلصاق تهمة معاداة النسوية بها، والتي ستحاول عن خلالها كسر التوليفة الكلاسيكية لفيلم الرسوم المتحركة.
10) "يا حلاوة راجعالنا بسيف، كانت ترجع بعريس الخايبة" – الجدة فا، مولان
تفصيلة بسيطة مثل هذه تجعلك تقع في غرام "ديزني" باللهجة المصرية مراراً وتكراراً، يكفي أن تقارنها بالإنجليزية لتجد أنها لا تترك أي تأثير.
الجملة الأصلية: "Great, she brings home a sword! If you ask me, she should have brought home a man."
الجدة "فا" في النسخة المصرية أشبه بالعجائز اللئيمات في حياة أي فتاة تختار لنفسها طريقاً مغايراً عما تتخيله لها نساء عائلتها، وبشكل ما قد تتوحد الفتيات الصغيرات اللاتي تشاهدن النسخة المصرية مع مولان أكثر بكثير من النسخة الأمريكية.
وفي النهاية، ينبغي أن ينصت صناع القرار لآراء المشاهدين، ففي جميع أنحاء العالم تطبق علوم الـ test screening على مجموعة منتقاة من المشاهدين لاختبار رأيهم في نسخة الفيلم المبدئية، وقد اختبرت ديزني محبيها وعشاقها في جميع أنحاء العالم العربي، وهم يطالبون منذ 2012 بإعادة اللهجة المصرية الحميمية ويتمنون حسم الأمر قبل نزول فيلم "البحث عن دوري" في السينمات، فالمحبين لن يقبلوا لعبلة كامل بديلة في دور دوري.