في مثل هذا اليوم من 58 عاما، عُثر على جثة نورما جين بيكر عارية في منزلها، لتفتح الباب أمام الملايين من المعجبين لتخمين سبب وفاة درة السينما الأمريكية والعالمية وقتها الفاتنة مارلين مونرو، انتهى رجال التحقيقات إلى أن سبب الوفاة هو الانتحار بتناول المنوم مع الكحوليات.
ولكن ظلت همسات تجري في السر والعلن أن ما حدث كان جريمة اغتيال بسبب علاقتها مع الأخوين كيندي "جون وبوبي"، وشيئا فشياء تحولت مارلين من نجمة سينمائية إلى أسطورة، وساعد في ذلك الغموض الي أحاط مصرعها، إضافة لعلاقتها المتشعبة ونجاحها السينمائي الباهر ووصفها بكونها الوجه الجديد لأمريكا، التي كانت تبحث عن وجه تصدره للعالم بعد تحولها لقوى عظمى عقب الحرب العالمية الثانية، ولكن هل استحقت مارلين مونرو أن تكون أسطورة؟ وبشكل أكثر دقة هل مسيرتها السينمائية وأدوارها كممثلة تستحق أن تتحول من نجمة إلى أسطورة؟
في البداية كانت مارلين مونرو مع أدوار متناهية الصغر منذ سنة 1947 وحتى سنة 1950، حينما قدمت فيلم The Asphalt Jungle مع المخرج جون هيوستن، في دور تقليدي تؤديه أي ممثلة ذات ملامح فاتنة، وربما كانت تلك الملامح هي السبب الرئيسي وراء اختيارها بعد ذلك لأداء دور "السيدة كاسويل" في فيلم All About Eve في العام نفسه مع المخرج جوزيف مانكيفيتش، والذي كان دورها فيه إشارة إلى موهبة سينمائية على طريق النجومية تحتاج فقط إلى من يديرها أمام الكاميرا.
مارلين مونرو في مشهد من فيلم All About Eve
وجذب الفيلم الأنظار إلى مارلين مونرو، خصوصا بعد فوزه بـ 6 جوائز، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل ممثل، بينما خرجت مارلين خالية الوفاض ولم يتم ترشيحها لجائزة أفضل ممثلة مساعدة.
بعدها شقت مارلين طريقها إلى النجومية سريعا، لتحوز على أولى بطولاتها في سنة 1952 في الفيلم الكوميدي Monkey Business مع المخرج هاورد هوكس، وهو أحد المخرجين الرواد في السينما الأمريكية إن جاز التعبير، وجاء الفيلم ممتعا ومتماسك، وجاء أداء مارلين في الفيلم في شخصية "لويز لوريل" جيدا للغاية، ولكنه ظل في إطار العادي، فلم يكن في أداءها ما هو مبهر من الناحية التمثيلية، فظلت هي مارلين الفاتنة ذات الوجه الملائكي الممتلئ بالغواية، إضافة إلى أنه الفيلم الذي تظهر فيه مارلين بشكلها الأنثوي المحفور في أذهان الجميع، بشعرها الأشقر البراق والقوام الأنثوي، والذي اصبح سمة لنجمات السينما في العالم أجمع بعد ذلك.
مارلين مونرو في مشهد من فيلم Monkey Business
أما المحطة التالية، والتي اثبتت فيها مارلين مونرو موهبتها كممثلة بعيدا عن زخرف فتنتها كانت في سنة 1953، عندما قدمت مع المخرج جين نيكلوسكو فيلم How to Marry a Millionaire، إذ شهد الفيلم صراعا فنيا بين مارلين وبيتي جرابيل ولورين باكال، والذي انتصرت فيه من الناحية الجماهيرية والنقدية، إذ أشاد النقاد بدورها في الفيلم، وفي العام نفسه تعود مارلين للعمل مع المخرج هاورد هوكس في فيلم Gentleman Prefer Blondes، لتؤكد على القاعدة الهامة أن مارلين مونرو ذات الوجه الجميل تحتاج فقط لمخرج يعي إمكانياتها الفنية، ويستطيع أن يوجهها أمام الكاميرا، حتى تخرج ما في جعبتها من موهبة.
مارلين مونرو في فيلم Gentlemen Prefer Blondes
المحطة الهامة الأخرى في حياة مارلين مونرو كانت عندما تعاونت مع المخرج الأمريكي الهام والرائع بيلي وايلدر، عندما قدمت معه في سنة 1955 فيلم The Seven Year Itch، لتخرج مارلين مونرو كل موهبتها التمثيلية في الفيلم أمام كاميرا وايلدر الساحرة، إضافة إلى أنه الفيلم الذي أهدي للعالم الصورة الساحرة لمارلين بفستانها الأبيض، وبعد الفيلم قدمت مارلين عدد من الأفلام ليست بنفس القيمة أو الجودة الفنية، لتعود مره أخرى أمام كاميرا بيلي وايلدر بفيلمها الأشهر Some Like it Hot، مع النجم جاك ليمون في سنة 1959، لتؤكد مرة أخرى على كونها حالة فنية استثنائية تحتاج فقط لمخرج مبدع يستطيع إدارتها.
مارلين مونرو في مشهد طيران فستانها الشهير من فيلم The Seven Year Itch
مارلين مونرو في لقطة من فيلم Some Like it Hot
وعلى الرغم من هالة النجومية التي صاحبت مارلين مونرو خلال رحلتها الفنية، إلا أنها لم تحصد جائزة الأوسكار طيلة 15 عاما وهو عمرها الفني، واكتفت بثلاثة جوائز "جولدن جلوب"، واحدة منها عن فيلم Some Like it Hot، والباقي فازت بها في فئة World Film Favorite - Female، كما رشحت لنفس الجائزة عن دورها في فيلم Bus Stop، كما تم ترشيحها لجائزة "البافتا" مرتين عن فيلمي The Seven Year Itch في سنة 1956، وفيلم The Prince and The Showgirl في سنة 1958.
طالع أيضا:
مارلين مونرو.. 5 فيديوهات نادرة تلخص جانب من مشوارها في ذكرى رحيلها الـ 53
بالصور- نجمات تبارين في تقديم إغراء وأنوثة مارلين مونرو.. فمن منهن نجحت؟
بالصور- من ميشيل وليامز إلى بوسي "آه يا دنيا".. 7 فنانات جسدن مارلين مونرو في السينما