ذهب ليرى فيلماً في السينما، أعجب بالفيلم وترك وظيفته وقرر أن يكون مخرجاً، ولكنه ليس كأي مخرج، هو واحد من أهم المخرجين في هوليوود وصاحب الأفلام التي تتصدر شباك التذاكر على مر التاريخ، إنه جيمس كاميرون.
ولد جيمس كاميرون في مدينة كابوسكايسينج في مقاطعة أونتاريو الكندية، وعاش في كندا حتى بلغ السابعة عشر من عمره بعدها انتقل إلى كاليفورنيا، وظهر حب جيمس كاميرون للكتابة في المرحلة الثانوية، وهذا الحب بدأ بعد مشاهدته لفيلم 2001: A Space Odyssey للمخرج ستانلي كوبريك، فشرع في كتابة القصص القصيرة بدلاً من كتابة واجباته المدرسية، بعد ذلك درس لمدة عامين علم المجتمع في كلية "فولرتون"، لكنه قرر لاحقاً دراسة علم الفيزياء.
عمل جيمس كاميرون بعد ذلك كسائق شاحنة لفترة طويلة، وأثناء هذه الفترة كان يذهب في وقت إجازته إلى المكتبة ويقرأ كل الكتب والأبحاث الجديدة عن التطور التكنولوجي في الأفلام، وكان يأخذ معه كاميرته الخاصة ودفتره ويبدأ في تدوين وتصوير المعلومات الهامة الموجودة في تلك الأبحاث أو الكتب، مما دفعه لدراسة كيفية تصميم المؤثرات البصرية ذاتياً.
لكن تبقى اللحظة المصيرية والنقطة المحورية في حياة جيمس كاميرون، تلك الليلة في عام 1977 التي ذهب فيها إلى السينما لمشاهدة فيلم Star Wars لجورج لوكاس، بعد مشاهدة الفيلم قرر كاميرون في اليوم التالي الاستقالة من وظيفته كسائق والتفرغ للاتجاه إلى عالم السينما.
القرار الأول لجيمس كاميرون كان تعلم السيناريو بشكل احترافي أكثر، لذلك قرأ بعض الكتب أهمها كتاب "السيناريو" لـ سد فيلد، بعد ذلك اجتمع مع اثنين من أصدقائه وكتبوا سيناريو فيلم قصير مدته 10 دقائق حمل اسم Xenogenesis أو "ولادة تلقائية"، ورصد الثلاثي ميزانية للفيلم شملت كل أموالهم الخاصة بالإضافة إلى بعض المساهمات من جمعية لأطباء الأسنان.
أجر الثلاثي كاميرا وعدسات وشريط فيلم وأستوديو صغير من أجل الفيلم، ورغم إمكاناتهم المادية المحدودة وبسبب شغفه بالتكنولوجية، فكك جيمس كاميرون الكاميرا لمعرفة كل خصائصها وكيفية صناعتها، واحتاج في اليوم الأول للتصوير إلى ساعات عديدة لمعرفة كيفية تشغيل الكاميرا بالشكل الصحيح.
القرار الثاني لكاميرون كان عدم الاستعجال واكتساب الخبرة، فعمل في العام التالي كمساعد منتج في الفيلم الموسيقى الكوميدي Rock 'n' Roll High School لجني المال لكي يدرس بشكل أعمق المؤثرات البصرية، وبالفعل نجح بعد ذلك في الانضمام إلى أستوديو المخرج والمنتج روجر كورمون المعروف عنه حينها دعمه للمواهب الشابة وانتاج أفلام لهم بميزانيات منخفضة، وقدم كورمون للسينما الفرصة لثلاث مخرجين أصبحوا فيما بعد من أعظم المخرجين في السينما وهم فرانسيس فورد كوبولا ومارتن سكورسيزي وجيمس كاميرون.
كاميرون عمل في البداية مع كورمون في قسم التصميم والمؤثرات البصرية في أفلام Battle Beyond the Stars و Escape from New York و Galaxy of Terror و Android وأخيرا تم تعيينه رئيسا لفريق المؤثرات البصرية للجزء الثاني من فيلم Piranha لكن كاميرون لم يكن يتوقع أن الحظ سيبتسم له في هذه اللحظة، فبعد تعيينه بأيام انسحب المخرج ميلر دراك من إخراج الفيلم بعد خلافات مع المنتج الذي قرر بعد ذلك منح الفرصة لجيمس كاميرون لكي يقوم بإخراج أول فيلم له في عام 1981.
لكن الفرصة بالتأكيد لا تأتي على طبق من ذهب، ففي الأسبوع الأول من التصوير اكتشف كاميرون أنه غير مصرح له من قبل المنتج بأن يشرف على عملية المونتاج أو أن يدخل من الأساس غرفة المونتاج، كما أن تدخلات المنتج أثناء التصوير زادت عن الحد وبدأ يأمره بتصوير مشاهد من زوايا معينة وكأنه هو المخرج وليس جيمس كاميرون.
تزايد الخلاف بينهما لدرجة أن كاميرون استغل فرصة تواجد المنتج في مدينة كان واقتحم غرفة المونتاج وطبع نسخة خاصة له من الفيلم باعها لأحد الموزعين الذي طبعها على أشرطة فيديو وباعها.
ولكن قبل اقتحامه لغرفة المونتاج تعرض جيمس كاميرون لحالة تسمم شديدة جعلته يقيم في المستشفى لعدة أيام، وأثناء تواجده في المستشفى حلم كاميرون في إحدى الليالي بقاتل محترف قادم من الفضاء خصيصاً لكي يقتله، الحلم أهداه الهدية التي غيرت مجرى حياته، فكرة فيلم The Terminator.