للسنة الثالثة على التوالي، يتواجد المؤلف محمد أمين راضي في الموسم الرمضاني، والذي يشهد على استمرار تعاونه مع المخرج خالد مرعي في 2015، بعد أن قدما سويا مسلسلي "نيران صديقة" و"السبع وصايا".
واستطاع محمد أمين راضي أن يثبت جدارته في السنوات الماضية، وأن يجذب المشاهدين لمتابعو مسلسلاته بكل شغف بسبب مواضيعها الجديدة والمتميزة، ليصبح من أهم كتاب الفانتازيا الدرامية في مصر، وهو نفس النهج الذي من المتوقع أن يستمر فيه في مسلسله لرمضان 2015 "العهد – الكلام المباح".
ولكن يواجه محمد أمين راضي في مسلسل "العهد الكلام المباح" اختبارا سبق وأن لم يجتازه في العامين الماضيين مع نسبة كبيرة من المتابعين لمسلسلاته، وهي "الحلقة الأخيرة"؛ فراضي يتميز بانطلاقته المميزة في الحلقات الخمسة الأولى في مسلسلاته، فدائما ما تجد المسلسل يسير بإيقاع سريع للغاية وبأحداث مشوقة، ثم ينخفض هذا الحماس تدريجيا، وتبدأ الشخصيات رحلتها في عالمها حتى اللحظة التى تجتمع فيها الشخصيات من جديد.
وتبدأالمشكلة دائما في النصف الثاني من الحلقه الـ 29، وتستمر حتى الحلقة الأخيرة، وهي مرحلة الخروج من عالم الفانتازيا إلى عالم الحقيقة، وجاء هذا الانتقال بالإضافة إلى الأحداث التالية غير موفقا في نظر الكثير من المشاهدين، ورأوا أنها لم تشبع شغفهم بمسلسليه السابقين.
ففي مسلسل "نيران صديقة" جاءت النهاية أقل من توقعات المشاههدين، على الرغم من التحضير العظيم للحلقة الأخيرة، ولكنها كانت كالكعكة الجميلة التي يتم إفسادها برش القليل من الملح عليها، ليفسد طعمها في النهاية. أما بالنسبه لمسلسل "السبع وصايا"، والذي كان أنضج وأفضل كثيرا من سابقه، فكان من المفضل أن يستكمل راضي أحداثه في العالم الفانتازي، وألا تبدو الأحداث كلها كمؤامرة من جانب شخص، خصوصا أنه من المستحيل أن يقوم شخص بتخطيط تلك الخطة، وأن تسير الأحداث كما يرغب دون أي مشاكل أو عواقب.
ويتأثر الإنسان بشكل عام بآخر شيء يسمعه ويشاهده، ويكون له التأثير الأعظم على تقييمه، ويتميز محمد أمين راضي ككاتب بالمزايا التالية:
1) شخصيات رائعة ومكتوبة بشكل متميز ومختلفة عن بعضها البعض، ولكل منها رحله مشوقه خصوصا في مسلسل "السبع وصايا".
2) الأفكار الجديدة والمختلفة عن باقي الأفكار التى تعرض في مسلسلات شهر رمضان.
3) الحوارت المميزة في عدد من المشاهد.
4) المشاهد التي تعتبر كلوحة فنية، مثل مشهد العشاء الأخير في "السبع وصايا".
تلك المميزات يتناساها المشاهد لا إراديا بسبب الحلقة الأخيرة، والتي تعتبر الفخ الذي وقع محمد أمين راضي فيه بمسلسلي "نيران صديقة" و"السبع وصايا"، فتجد نسبة كبيرة ممن أحبوا العملين يقولون بأنهما سيئان، وهو تقييم خادع وعاطفي، كذلك الحال بالنسبة للمسلسلات أو الأفلام التي تكون بدايتها سيئة ومليئة بالعيوب الدرامية، ثم تجدها تتحسن في الحلقات والدقائق الأخيرة، فيخرج المشاهد منها ويقول بأنها أعمال ممتازة المستوى.
اقرأ أيضا:
بالفيديو- آسر ياسين وغادة عادل وكندة علوش ينتظرون نبوءة "العهد" في الإعلان الأول
بالصور- غادة عادل وآسر ياسين وهنا شيحة يحتفلون بانتهائهم من "العهد"
بالصور- هكذا ستطل غادة عادل وآسر ياسين وكندة علوش وشيرين رضا في "العهد"
وتكمن المهمة الأقوى والأصعب والأهم بالنسبة لمحمد أمين راضي في رمضان 2015 هو أن يتأكد من أن نهاية مسلسله الجديد "العهد - الكلام المباح" تتناسب مع أحداثه، أما باقي العناصر الأخرى فهو يستطيع أن يقدمها بشكل متميز وبدون قلق، وإذا استطاع أن يتخطى هذه العقبة فسيكون هذا في مصلحة المشاهد وفي مصلحته شخصيا، فمما لا شك فيه أن راضي من أهم الكتاب الشباب الموجودين حاليا على الساحة، ونحن في انتظار ما سيكشفه لنا في "العهد – الكلام المباح". (بالصور- "العهد - الكلام المباح" يعيد صياغة الأعراف والتقاليد في رمضان 2015)