محاولة إصلاح ما فسد من الذوق العام ليست مسألة هينة، فالناس التي كانت تصطف لسماع حفلات السيدة أم كلثوم في الخميس الأول من كل شهر، تراها الآن في الحفلات والمناسبات السعيدة كحفلات الخطوبة والزفاف يؤدون رقصات أقرب لتشنجات تظهر على من أصابه مس من الشيطان، على أنغام موسيقى صاخبة وكلمات بلغة تجتهد لسماعها ولو تمكنت من سماعها فأنت تحتاج لمجهود خرافي لفهم جزء منها.
منذ سنوات وحاملو لواء ما يسمى بالفن الراقي يحاولون القيام بمهمة إصلاح الذوق العام، فعالية غنائية هنا، عرض مسرحي هناك، من جلسة شعرية في ساقية الصاوي إلى مهرجان آفاق مسرحية بمسارح الدولة الكل بالمجان، أو بتذاكر قيمتها رمزية.
مجموعة من الشباب حاولوا الخروج عن هذا السياق، يعلمون جيدًا أن مركزية مصر تجعل معظم الفعاليات الفنية والثقافية تقام بالقاهرة، قليل منها في الإسكندرية، وأقل في عواصم المحافظات والمدن الكبرى، فجاءت فكرة "أوبرا البلكونة"، إذا كنت لا تستطيع حضور الفعاليات الفنية، سنأتي لك بها في الشارع.
يقول أحمد صبري، أحد المغنيين في الفعالية، مقدمًا العرض لجمهور الشارع: "بقالنا كتير مسمعناش حاجة حلوة ف الشارع، وناس بتسمع حاجات مش حلوة ف الشارع فقلنا نيجي الشارع ونحاول نسمع مع بعض حاجة ممكن تكون حبيناها قبل كده نفكر بيها بعض ونقول ان احنا عندنا حاجات حلوة كتير ممكن نسمعها ونتبسط بيها"، كلماته تلخص الهدف وراء العمل الذي يقومون به، طريقة جديدة لإصلاح الذوق العام عن طريق السعي في شوارع المحافظات المختلفة والغناء.
الناس الي فاتها عرض اوبرا البلكونة، ده جزء بسيط من الي حصل
Posted by Mahatat Cairo on Thursday, April 23, 2015
ولكن قبل أن تصدر أي أحكام على المقطع المصور الذي شاهدته، هل ترى هذين الطفلين في الصورة، تأمل حركة الطفلة، بالفعل هي منسجمة ومستمتعة بما تسمعه من موسيقى ولكنها اعتادت على ما يسمى بالرقص الشعبي أو "التشكيل"، ليبقى السؤال هنا، من سينجح في الاستحواذ على اهتمام هذا الجيل؟