قائمة مخيفة من الأرقام القياسية، ليست هي فقط ما حققه في مسيرته المهنية، مئات الجوائز، أفضل مبيعات في التاريخ، نجاح عالمي لأغنياته واتفاق كل ثقافات العالم على قبول أغاني هذا الفنان.
"لا يوجد شخص حي على ظهر البسيطة عاش في الـ25 سنة الماضية ولا يعرف مايكل جاكسون، سواء كان قرويا أو حتى يعيش في غابات الأمازون، هو رجل استطاع بذكائه وموهبته أن يجعل العالم كله يعرفه ويعرف اسمه، وهو إنجاز لم يحققه إلا القليل جدا من العظماء في التاريخ، إنه أشهر مغنِ في التاريخ" -مجلة Vanity Fair عن وصف يبدو أن من كتبه متيم بأسطورة الـPop.
مايكل جاكسون ليس مجرد اسم مطرب Pop شهير فما أكثرهم، الاسم هنا أصبح أشبه بعلامة تجارية، أسلوب غناء جاكسون، ملابسه، أسلوب الرقص والحضور المسرحي، هي توليفة تمكن باقتدار من صنعها ذلك الفتى النحيل ليغزو بها عقول محبي الموسيقى في العالم لمدة جاوزت ثلاثة عقود.
قالت مجلة Time عن جاكسون في الثمانينات إنه أكبر مغن منفرد ظهر بعد موت إلفيس بريسلي، وامتد تأثير جاكسون ليضاهي إلفيس ليسيطر على كل سكان العالم وثقافاتها، فما من ثقافة إلا عرفته وأعجبت بأعماله، وما من شعب إلا واستقبله ورحب به واشترى ألبوماته، خاصة وأن أغانيه تدعو إلى إلغاء حواجز اللون والعرق بين كل الناس، مجلة Time لم تكن وحدها من انبهرت بأسطورة الـPop، بل ظلت كل المطبوعات تتحدث لفترات طويلة عن تأثير جاكسون العالمي.
فبقائمة كبيرة من الأرقام القياسية الموثقة في موسوعة جينيس، تجعلك تشعر أنه إذا صودف واصطف نجوم العالم تبعًا لإنجازاتهم لا شك أن مايكل جاكسون مكانه في المقدمة، فمطرب القرن العشرين لم يكتفِ بهذا اللقب الثمين بل نرصد لك بعض أهم إنجازاته الفردية: "13 جائزة جرامي بالإضافة لجائزة جرامي الأسطورة وجائزة جرامي للإنجازات مدى الحياة، 26 جائزة موسيقى أمريكية، وتتضمن جائزة (فنان الثمانينات) و(فنان القرن)، و13 أغنية فردية حلّت بالمرتبة الأولى في الولايات المتحدة خلال مشواره الفردي ومبيعات تقدر بأربعمائة مليون نسخة حول العالم".
خلال مشواره الفني حصد جاكسون العديد من الجوائز بلغت حتى الآن 405 جائزة، من ضمنها جائزة World Music Award كأفضل مغن مبيعا في هذه الألفية، وحصل على American Music Awards عن أنه هو مغني القرن. ومن البيت الأبيض عام 1984 على أنه فنان الثمانينات. وجائزة Bambi كأفضل مغني Pop في هذه الألفية، ودخل في Songwriters Hall Of Fame، وله نجمة في ممشى المشاهير في هوليوود.
فيلم This Is It
أطلقت شركة Sony عقب وفاة مايكل جاكسون فيلمًا يجسد قصة حياة الأخير، وصنعته من مجموعة مشاهد مصورة لبروفات جاكسون.
يقول جاكسون لفرقته خلال أحداث الفيلم: "إنهم قادمون ليشاهدوا موهبة لم يروها من قبل، وهذا ما يجب أن نقدمه لهم"، تلخص هذه العبارة التي لقنها جاكسون لفرقته متحدثا عن الجمهور في نهاية البروفات التي أجراها استعدادا للجولة الغنائية التي كان سيقوم بها حول العالم، كيف أصبح جاكسون ملكًا للبوب وصنع أسطورة موسيقية أبهرت العالم، جاكسون يعلم أنه يجب أن يقدم ما لا يتوقعه الجمهور.
الفيلم لم يقدم مجرد بروفات لحفل فحسب بل قدم ما اعتمد عليه مايكل طيلة حياته وهو الاهتمام بأدق التفاصيل، دخوله وخروجه، الملابس التي صنعت على يد خبراء من عدة دول وروعى فيها الابتكار لدرجة أنه حتى الفصوص اللامعة توضع بشكل مدروس حتى لا تأتي بانعكاس ضوئي خاطئ، مع دراسة وافية للقاذفات التي ستقذف بعض الراقصين على المسرح وكيف يجب أن يكون شكل الراقص عند القفز، كل ما يمكن تخيله من تفاصيل على المسرح من أضواء وألعاب نارية محسوب بمنتهى الدقة.
ويعكس الفيلم أيضا روح جاكسون الفنية المبهرة، فبعيدا عن أنه يرقص كما لو كان يتنفس، فهو شخصية غاية في الأدب والخجل، صوته دائما خفيض لا يتعالى على أحد ويطلب أي شيء بخجل طفولي كما لو أنه شخص يزعج الآخرين رغم أنها بروفات حفله هو.