رحل "الخال" عبد الرحمن الأبنودي ويتبقى لمريديه ومحبي شعر العامية سيرته وأشعاره، وذكراه التي بدأها مع الشهرة ببدلة "فسفورية" أثارت السخرية.
توفي الشاعر القدير عبد الرحمن الأبنودي بعد رحلة صراع مع المرض عن عمر يناهز ٧٦ عاما
ذكر عبد الرحمن الأبنودي في سلسلة من المقالات التي روى فيها سيرته الذاتية -نشرتها صحيفة "اليوم السابع"- أن شهرته بدأت من الإذاعة بمساعدة الشاعر الكبير صلاح جاهين.
ووجه جاهين للأبنودي سؤال اعتاد الأخير على سماعه، وهو: "مافيش حاجة فى جيبك أنشرها؟ عشان مش قادر أرسم"، وجاءه الرد بأنه انتهى من كتابة شعر عن "دودة القطن"، وكانت كلماتها: "ماتقولش حاجات مقسومة.. ماتقولش الأيام سود.. قوم من أحلاها نومة.. وانجد قطنك من الدود".
نالت هذه "الطقطوقة" إعجاب الشاعر الراحل صلاح جاهين، وكانت المفاجأة بعد نشر هذا الجزء بأيام أنه تم غنائها في الإذاعة المصرية! وفوجيء بذلك الأبنودي شخصيا، وكانت المفاجأة الأكبر هو ذكر المذيع لاسمه كمؤلف للأغنية التي غنتها فاطمة عيد!ّ
كانت هذه المرة الأولى التى يسمع فيها الأبنودى كلماته مُغنَّاة، وحل لغز وصولها للإذاعة كان مع جاهين الذي روى له فيما بعد أن محمد حسن الشجاعى طلبها، وهو المسؤول عن تحويل الأشعار إلى أغان للإذاعة، ويريد مقابلته.
ومع موعد المقابلة، زادت حيرة وتوتر الأبنودي، الذي لم يكن يمتلك ملابس مناسبة ليذهب بها إلى الإذاعة لأول مرة فى حياته! واقترح عليه صديقه الملحن إبراهيم رجب أن يعطيه قميصا جديدا، ومعه بدلة جديدة، اشتراها أخوه، لونها فسفوري!
وبمجرد وصول الأبنودى إلى مبنى الإذاعة، سأله الشجاعي: "انت مين؟!"
فأجابه: "عبدالرحمن الأبنودي"
فعلق قائلا: "إيه اللي أنت عامله فى نفسك دا؟ أنت طاووس؟"
فردّ عليه الأبنودى: "أنا لبستها علشان أقابلك"
فضحك وقال: "يا راجل كنت جيتلى بهلاهيلك كان أحسن لى. المهم، تعرف تكتب أغانى؟"
الأبنودى: "أيوة"
الشجاعى: بس تبطل اللغة اليمنى اللى بتكتب بيها
الأبنودى: حاضر
ومن بعدها توالت نجاحات الأبنودي التي بنت تاريخه الكبير.