دائما ما كان عمرو دياب هو الوحيد القادر على خلق حالة استنفار واستعداد كبيرة من الوسط الفني قبل طرح أي عمل يتعلق به، سواء كان ألبوما غنائيا أو فيديو كليب أو بوستر دعائي أو حتى برنامج، عمرو دياب كان ولا يزال.
ومع دخول النصف الثاني من شهر يونيو 2009، بدأ العد التنازلي لطرح الألبوم الثامن والعشرين لعمرو دياب "وياه"، حيث تم طرح "سامبلز" لستة أغنيات من الألبوم، أعقبها ظهور البوسترات الدعائية للألبوم، ثم طُرحت أغنية "وياه" على المحطات الإذاعية، وبعد ذلك برومو الألبوم، حتى تم طرح الستة "سمبلات" الآخرى من الألبوم.
وكعادة النجم الكبير، الشيء الواحد فقط من الأشياء السابقة كفيلة بالانتشار والاستحواذ على أغلب حديث جمهور أهل الفن، ربما أكثر من جميع هذه الأشياء مجتمعة مع مطرب آخر، وفي هذه المرة كانت الملصقات الدعائية للألبوم هي حديث الجمهور.
ظهر "الهضبة" في الصور الخاصة بالألبوم كشاب تجاوز العشرين قبل أيام، مرتديا "تي شيرت" يُظهر ما يسعى إليه في صالة "الجيم" الخاصه به منذ سنوات، ومحافظا على شكل الشعر الذي لم يغيره منذ عدة سنوات "على غير العادة".
احتوت بوسترات الألبوم على تفاصيل رفضها العديد من جمهوره، أبرزها "تسقيط البنطلون" وإظهار "البوكسر" في مشهد لم نعتده من النجم الكبير من قبل حتى وهو في مراحل عمرية أصغر.
وبرغم أن الصورة المقصودة ليست البوستر الرئيسي للألبوم، ولكنها صورة طُرحت على الإنترنت برغبة دياب، كما أنها تصدرت "البرومو" الخاص لألبوم "وياه" على قنوات روتانا.
المشهد الأسفل من البوستر استفز العديد من جمهور الهضبة وانتقدوه نقدا لاذعا على صفحات Facebook، لدرجة أن أحدهم قال أن هذه الصور تصلح كإعلان "بوكسر" وليس بوستر ألبوم!
ودائما ما نعتاد أن يظهر "الهضبة" بموضة جديدة يسير عليها الشباب طوال الموسم، وربما لمواسم مقبلة، ولكن دياب ظهر هذا العام بهذه الموضة "السيئة" التي ظهرت بين الشباب قبل تسع سنوات، ولم تلق سوى الرفض والاستهجان.
"البوكسر" وحده ليس هو المشكلة الوحيدة، فكلمة "عبد الله" التي وشم بها دياب زراعة الأيسر شغلت حديث الوسط أيضا، ونحن بالتأكيد لا نعلم إذا كانت "وشم" أم "حنة" أم "تاتو"، أم تم اضافتها على الصورة بالكمبيوتر!
من حق دياب أن يُظهر اسم ابنه الوحيد على جسمه، ولكن ليس هناك ما يدعو لذلك، ربما كان مقبولا منه ذلك في بوستر "قمرين" قبل عشر سنوات حين وُلد الطفل، ولكن الطفل الآن اقترب من توديع مرحلة الطفولة، فهل تذكر دياب الآن أن لديه ولد اسمه عبد الله؟!
هجوم مبرر أحيانا، وغير مبرر غالبا
ومثلما يؤثر بوستر دياب في عدد غير قليل من الشباب المصري والعربي، إلا أنه دائما ما يكون مثيرا لجدل عدد كبير من الناس، والانتقادات تكون في بعض الأحيان صحيحة ولهم الحق فيها، ولكنها في أغلب الأحيان تكون غير منطقية، وتتواجد لمجرد التشويش على النجم الكبير.
حيث شهد بوستر "تملي معاك" موجة كبيرة من الاتهامات لدياب بسرقة الفكرة من النجم العالمي كريج ديفيد، والغريب أنه حدث ذلك بعد فترة غير قليلة من طرح الألبوم والبوستر، وتبين بعد ذلك أن تاريخ طرح بوستر دياب يسبق بوستر كريج، وبالتأكيد كريج ديفيد ليس هو من أخذ الفكرة من دياب! ولكنها الموضة التي تنتشر بالعالم.
أكبر عاصفة انتقادات واجهها دياب في بوستر "علم قلبي"، الذي ترك شعره طويلا منسدلا على كتفيه، وساهم في زيادة الانتقادات تقليد عدد من الشباب له سريعا.
بوستر ألبوم "ليلي نهاري" أيضا لم يسلم من النقد، حيث وجه البعض لدياب اتهاما "بالمنظرة" بعد أن ظهر مرتديا "تي شيرت" بدون أكمام، مُظهرا عضلاته، وكأن الحرص على الظهور بشكل رياضي أصبح عيبا!
في بوستر "الليلادي" واجه دياب هجوما كبيرا، حيث أن في الوقت الذي يتساءل فيه الشباب عن لون وشكل التي شيرت الذي سيظهر به دياب، قرر الأخير التخلي عن ملابسه والظهور عاري الصدر ومرتديا سلسلة كبيرة.
الهجوم هذه المرة لم يحدث فقط من الجمهور، فدياب واجه نقدا لاذعا وسخرية من زملائه من نفس الجيل، حيث قال فنان كبير في أحد في حديث صحفي إنه لا يستطيع أن "يقلع" ملابسه ويظهر عاريا في غلاف ألبوم، بغض النظر عن أن هذا مستحيلا قياسا على سن هذا المطرب الكبير!
فنان كبير "جدا" آخر سخر من دياب في إحدى حفلاته حين قال لجمهوره "اقلعلكوا القميص، ما هي الموضة السنة دي القلع".
كما اتهم البعض دياب بسرقة فكرة البوستر من بوستر للنجم إنريكي إجلاسيوس، وتبين فيما بعد أن الصورة المقصودة للنجم الإسباني ليست بوستر، ولكنها إحدى كادرات فيديو كليب قديم له.
قد يرى البعض أن دياب لم يفعل "جرما" يستحق عليه الحساب، ولكن المشكلة الحقيقة تكمن في أن "الهضبة" لم يعودنا على ذلك، لم نعتد منه على هذا الشكل، هو دائما قدوة لعدد كبير من الشباب، ولا يصح من القدوة أن يظهر كذلك.
هذا الشكل قد يكون مقبولا من مطرب شاب مازال يتحسس طريق النجومية، أو مطرب آخر فعل الكثير من التصرفات السيئة، ولا يُستغرب منه أن يظهر هكذا.
ورغم ذلك، سيظل دياب هو "الأول"، وهو من يستطيع التحكم في سوق الغناء المصري والعربي بألبوماته وأغنياته، وهو الوحيد الذي يجعل كل هذا الجمهور ينتظره، ويتمنى أن يكون دائما "وياه".